الانتخابات في ليبيا: لازمة في خطابات تغضب الليبيين فهل الاستسلام مسموح؟
تتعمق أزمة ليبيا أكثر مع استمرار الانقسام السياسي، والأمل في التغيير يزداد بعدًا. يزداد الاستياء بين المواطنين والشباب بنوع خاص وتبرز الحاجة الملحة لإجراء الانتخابات كسبيل للخروج من الفوضى ومن هيمنة الطغمة من الطرفين على مستقبل البلاد وقوت اهلها.
خلفية مأساوية
لم يكن الوضع الاقتصادي في ليبيا أكثر تأزمًا مما هو عليه الآن. الانقسام السياسي في أوجه ما خلا التواطؤ بين المنظومتين لتأمين استمرار وضع اليد على المؤسسات، أزمة المصرف المركزي والإقفالات المتكررة لحقول النفط أظهرت كيف أن الصراع على السلطة يمكن أن يحوّل الثروات إلى أعباء على كاهل الشعب.
دعوات تتصاعد
مع تكرار الأزمات ترتفع الأصوات من المجتمع الدولي والدول العربية تدعو إلى ضرورة إجراء الانتخابات. الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أكد أن الانتخابات هي الحل الوحيد للأزمة، كما أعلنت كل من السعودية ومصر دعمهما لجهود مبعوثي الأمم المتحدة في تحقيق انتخابات شاملة. تضاف هذه الدعوات إلى صوت الاتحاد الأوروبي، الذي أكد على أهمية العملية الانتخابية.
وزراء الخارجية العرب دعوا إلى إجراء الانتخابات كخطوة أولى لإعادة الاستقرار إلى ليبيا.
سؤال جوهري
هل سيستجيب الأطراف المتنازعة لهذه الدعوات، أم سيستمرون في تسيير الأمور وفقًا لمصالحهم الضيقة؟
وإذا كانت هناك توافقات من المجتمع الدولي والعربي، وإرادة من الشعب الليبي لإجراء الانتخابات، فما الذي يبرر استمرار عدم تنفيذها؟
وما أو من الكفيل بالضغط لإجرائها تحت طائلة عقوبات جماعية تطالهم وصولاً الى وضعهم امام مقصلة المساءلة الشعبية دون رحمة؟
هل الاستسلام هو الطريق؟
يبقى الإحباط سمةً بارزة في أوساط الشعب الليبي. الانتخابات ليست مجرد إجراء سياسي، بل هي طوق النجاة الذي يستحقه الليبيون. إذا لم يتم الضغط من أجل هذه العملية، فإن الفوضى ستستمر، وستبقى البلاد عالقة في دوامة من عدم الاستقرار والفقر والتخلف ودورات العنف المتتالية. الحاجة باتت ماسة إلى وقفة حقيقية، ليس فقط من الخارج، بل من داخل ليبيا ذاتها، لتغيير الواقع والخروج من التسليم بالأمر الواقع.