"اترك البريكس ووجه أنظارك إلى ليبيا!"
في مقاله المثير المنشور بجريدة "Gazeteduvar" تحت عنوان "اترك البريكس وركز على ليبيا!"، يناقش الصحفي التركي فهيم تاشتكين، المحلل في بي بي سي تركيا، الوضع المتوتر في ليبيا والأدوار المتباينة التي تلعبها تركيا ومصر في هذا الصراع المعقد.
يُبرز تاشتكين الفوضى المتصاعدة في ليبيا، مشيرًا إلى تصاعد الصراع على الموارد المالية والنفطية بين الفصائل المتنازعة، وهو صراع تساهم فيه التدخلات الإقليمية والدولية بشكل كبير. يسلط الضوء على الدور الحاسم الذي يلعبه صديق الكبير، رئيس البنك المركزي الليبي، والذي يتحكم في توزيع الأموال بين الأطراف المتنازعة. بالرغم من محاولات عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية، للسيطرة على البنك المركزي بدعم من الميليشيات، تمكن الكبير، بدعم من الولايات المتحدة وتركيا، من تعزيز موقفه. الدبيبة، الذي خالف وعوده بإجراء الانتخابات وواصل البقاء في منصبه رغم انتهاء ولايته، حاول تعزيز سلطته عبر الدعم التركي، متجاهلاً في الوقت ذاته الاحتجاجات الداخلية.
أما الجنرال خليفة حفتر، فيستخدم تصدير النفط كوسيلة للضغط على حكومة الدبيبة في طرابلس. يتحكم حفتر، الذي يحظى بدعم مجلس النواب في طبرق، بالموارد النفطية الرئيسية في الشرق، ولكنه يواجه تحديات جديدة بعد إعادة هيكلة الميليشيات الروسية في ليبيا عقب وفاة يفغيني بريغوجين، قائد مجموعة فاغنر.
وفيما يخص تركيا، يعرض تاشتكين موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يواصل دعم صديق الكبير ويسعى للحفاظ على استقراره في منصبه حتى يتم التوصل إلى حل سياسي شامل. رغم هذا الدعم، تشير الأحداث الأخيرة إلى تراجع تأثير تركيا في ليبيا، حيث يبدو أن أنقرة تعيد تقييم استراتيجيتها. زيارة رئيس جهاز المخابرات التركي، إبراهيم قالن، إلى طرابلس في 5 سبتمبر، رغم توقيتها الحساس، لم تسفر عن نتائج واضحة، مما يضيف إلى تساؤلات تركيا حول خياراتها المستقبلية.
من جهة أخرى، يتناول تاشتكين موقف مصر من الأزمة الليبية، مشيرًا إلى سعي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتشكيل حكومة انتقالية جديدة تخلو من الشخصيات السياسية الحالية مثل الدبيبة. زيارة رئيس المخابرات المصرية عباس كامل إلى بنغازي كانت تهدف إلى إقناع خليفة حفتر وعقيلة صالح بدعم خطة انتقالية جديدة، مما زاد من التوتر بين حكومة طرابلس والقاهرة. هذا التوتر بلغ ذروته بطرد دبلوماسيين مصريين من طرابلس في 12 أغسطس، بعد اعتبار تلك الخطوات محاولة لإنهاء حكم الدبيبة.
يختتم تاشتكين مقاله بالإشارة إلى أن الأزمة الليبية ما زالت مفتوحة على احتمالات عديدة، وأن تركيا ومصر تتبنيان أدوارًا متضادة في الساحة الليبية، رغم مساعي أنقرة لتطبيع علاقاتها مع القاهرة.