الكنوز المبعثرة: تراث ليبيا المسروق
هذا الأسبوع زار وفد أمني ليبي العاصمة الفرنسية باريس، لبحث التعاون في مجال مكافحة تهريب الآثار وحماية الموروث الثقافي وزار الوفد متحف اللوفر للاطلاع على القطع الأثرية الليبية المسروقة.
هذا النوع من الزيارات ليس يتيماً لكن كمية الآثار المنهوبة تعد بالمئات وتبعثرت في أكثر من بلد ومتحف وحتى حدائق خلفية للأثرياء.
يعاني الإرث الأثري في ليبيا عدا عن عمليات السرقة الإهمال من قبل سلطات البلاد منذ عشرات السنين، التسيب الأمني والنزاعات والحروب ادت الى عمليات تجريف واسعة للآثار الليبية، تورطت فيها عصابات محلية ودولية.
في قلب ليبيا، تبرز الأطلال القديمة كأصداء من زمن بعيد، شاهدة على حضارة غنية وعريقة. لكن خلف هذا الجمال، تُعاني تلك الآثار من نهبٍ متزايد، حيث تُسرق الكنوز التاريخية وتُباع في الأسواق السوداء بالمئات وتذهب أموالها الى الجيوب الخاصة.
كل قطعة تُسرق تحمل في طياتها قصة وما يُنهب من هذه الأرض هو أكثر من مجرد حجر؛ إنه تراثٌ إنساني يسلب من قلوبنا قبل أن يُستخرج من تربتها.
تفتقر السلطات إلى القوة والإرادة والموارد اللازمة لمواجهة شبكات النهب المنظمة التي تتربص بهذه الكنوز التاريخية. وفي خضم هذا الضعف، تثار تساؤلات حول وجود تآمر أعمق، فالأطراف تسهم في تسهيل عمليات السرقة لتحقيق مصالح شخصية وتظل الآثار عرضة للاختلاس في صمت.
من الأمثلة البارزة على القطع المسروقة، التماثيل البرونزية من قورينا، حيث تم سرقة عدة تماثيل من هذا الموقع الأثري المدرج في قائمة التراث العالمي لليونسكو.
في عام 2011، تم نهب العديد من القطع الأثرية من المتحف الوطني في طرابلس، بما في ذلك العملات والأواني القديمة.
كما تم الإبلاغ عن اختفاء فسيفساء كبيرة من فيلا رومانية في سبراتة، والجهود جارية لتتبع مكانها.
بعد سقوط نظام القذافي، تم نهب قبر جنرال روماني، مما أدى إلى فقدان قطع قيمة.
جهود استعادة هذه القطع تشمل التعاون مع الإنتربول ومتاحف مختلفة تلقت عناصر مسروقة والمنظمات الأثرية لتوثيق واستعادة هذه العناصر وتشارك منظمات مثل اليونسكو وسجل خسائر الفن في مراقبة ومساعدة استعادة القطع الأثرية المسروقة.
الحفاظ على التراث ليس مجرد مهمة، بل هو واجب تجاه الأجيال القادمة لضمان أن تبقى آثار ليبيا شاهدة على تاريخها الغني والا يُسمح له بالاندثار.