حرشاوي : التفاهم السياسي الذي دعم بن قدارة لأكثر من عامين انتهى

سياسة / محلية -

قال الباحث المتخصص بالشأن الليبي جلال حرشاوي أن معظم الناس سمع الشائعة بأن رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط قدم استقالته شفهياً يوم أمس بعد اجتماعه مع عائلة الدبيبة وآخرين في طرابلس.

وأضاف : " في حين أن استقالة فرحات بن قدارة ليست رسمية ولا مؤكدة، فإن الجميع باتوا على علم بأن حادثة قد وقعت بالفعل يوم أمس".

وتابع: "رئيس المؤسسة الوطنية للنفط يواجه معضلة اساسية فهو “مُدان إذا فعل ومُدان إذا لم يفعل”. سواء غادر أو بقي، سيظل وضعه صعبًا للغاية".

واردف: "كان بن قدارة تحت ضغط هائل من عائلة الدبيبة، بينما يفتقر حاليًا إلى دعم كبير من عائلة حفتر والإمارات. وهذا يؤكد ما كان واضحًا لأسابيع: أن الترتيب الذي تم في يوليو 2022 انهار في أغسطس".

ورأى ان " التفاهم السياسي الذي دعم بن قدارة لأكثر من عامين انتهى وبدلاً من ذلك، يتعرض لضغوط لتوضيح سلسلة من الأسئلة الصعبة. إلى جانب كميات النفط الخام الضخمة المتبادلة، تشمل القضايا العالقة:

* الدفعة المقدمة بقيمة 300 مليون دولار التي قدمتها شركة إيني لمشروعها البالغ قيمته 8 مليارات دولار في مليتة في يناير 2023؛
* 2.5 مليار دينار تم ضخها في شركة خدمات النفط المتوسط (المسلط عليها الضوء في تقرير ديوان المحاسبة)؛
* عقود الخدمات المختلفة التي وقعتها شركات المؤسسة الوطنية للنفط مع شركتي SeaWings و Isnad الليبيتين اللتين تخضعان للتدقيق؛
* 52 مليار دينار في الميزانية الاستثنائية التي خُصصت للمؤسسة الوطنية للنفط في 2022-2023 لزيادة الإنتاج، مع وجود تساؤلات مستمرة حول كيفية استخدام هذه الأموال تحديدًا؛
* والمزيد…

واعتبر أنه إذا استقال بن قدارة، ستُلصق به جميع المشاكل المتعلقة بالمؤسسة الوطنية للنفط لعدة أشهر قادمة. بالإضافة إلى ذلك، ليس من الواضح ما إذا كان سيُترك وشأنه بعد استقالته، حيث قد تتكثف الرقابة على فترة رئاسته.

من ناحية أخرى، إذا بقي، فإن الأسئلة الصعبة لن تختفي؛ بل ستظل تطارده."

وختم: " قيادة المؤسسة الوطنية للنفط متورطة في أزمة مؤلمة ومتزايدة".