عقود جديدة بين ليبيا وتركيا لتنفيذ مشاريع تنموية: استغلال الفرص وسط انعدام الثقة
وقع مدير عام صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، بلقاسم خليفة حفتر، عقودًا مع شركة تركية لتنفيذ مشاريع حيوية في مدينتي بنغازي وسلوق. تتضمن تطوير بحيرة جليانة وإنشاء خمسة جسور جديدة في بنغازي، بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية في سلوق.
واقع المدينتين واحتياجات السكان
تواجه بنغازي وسلوق تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة. فبينما تعتبر بنغازي المركز التجاري الثاني في ليبيا، تعاني المدينة من تدهور في البنية التحتية، نقص في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، وارتفاع معدلات البطالة. أما سلوق، فرغم أنها أقل حجمًا، فإن سكانها يعتمدون بشكل كبير على الخدمات والموارد المقدمة من بنغازي، ويعانون أيضًا من ضعف في البنية التحتية والاحتياجات التنموية.
تقييم المشاريع المقترحة
تحسين البنية التحتية:
المشروع بحد ذاته أهدافه جيدة فمشاريع تطوير بحيرة جليانة وإنشاء الجسور في بنغازي تهدف إلى تحسين الوصول وتعزيز الأنشطة التجارية والسياحية اما تحسين الطرق وشبكات المياه والكهرباء في سلوق فهو من البديهيات ولكن العبرة في التنفيذ.
غياب الثقة في آل حفتر كعائق رئيسي:
مع تنفيذ هذه المشاريع، يبقى انعدام الثقة في آل حفتر كعائق رئيسي. يشعر الكثير من السكان بأن الأولويات تتركز على تحقيق المكاسب المالية والسلطوية، مما يزيد من مخاوفهم بشأن شفافية المشاريع وكيفية صرف الأموال. تاريخ الصندوق وإدارته يثير تساؤلات حول نزاهته، مما يؤدي إلى فقدان الثقة في قدرة هذه المشاريع على تحسين حياة الناس.
الشفافية في صرف الأموال:
تتطلب المشاريع التنموية شفافية عالية في صرف الأموال. هل هناك آليات لمتابعة وتقييم كيفية استخدام هذه الأموال مع تزايد الشكوك حول فساد أو سوء إدارة الأموال العامة في بعض المشاريع السابقة.
يجب أن تتضمن العمليات آليات للمراجعة والمساءلة، بما في ذلك تقارير دورية تتناول تقدم المشاريع ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية.
هل تتوفر شروط النجاح؟
نجاح هذه المشاريع يعتمد على عدة عوامل، منها الاستجابة لاحتياجات السكان المحلية، مشاركة المجتمع في اتخاذ القرار، وضمان الشفافية في صرف الأموال.
من الضروري أن يُنظر إلى هذه المشاريع كجزء من استراتيجية شاملة لتعزيز التنمية المستدامة والنمو الاجتماعي والاقتصادي في ليبيا، بعيدًا عن المصالح الخاصة لأفراد السلطة.